إن المنعطفات الكبرى التي تعيشها الأمم تجعل أهل الفكر والنخبة تنبري للإجابة عن الإشكالات التي تعترض استئناف الفعل الحضاري وتحقيق الشهود الكوني بما يثبت لكل أمة وجودها ويضمن مستقبل عطائها؛ لكن ليس كل الإنتاجات الفكرية والرؤى الفلسفية ترقى لأن تضطلع بتلك المهمة، إذ يشترط فيها جملة من المواصفات الأساس المحققة لذلك الغرض، ومنها العمقُ الحضاريُّ الذي يُقَوّي الامتداد ويُرَسّخ الهوية ويمتح من تراث من تراث الأمة بعد تقويمه؛ والنَّسَقيّةُ التي تجعل من المشروع منتظِما في كليات ومنطلقاً من مبادئ ومسلمات، ومؤسِساً لمفاهيمَ تشكل أدوات للفهم والتحليل والإنتاج؛ والإبداع الذي يمد الأمة بالقوة المحققة لتجاوز الانعطاف بريادة. وإن مشروع أ.د.طه عبد الرحمن من المشاريع الفكرية الرائدة على المستوى العربي والإسلامي إذ اتخذ من تحدي النهوض الحضاري مقصداً، ولكنه لم يرتهن فيه للواقع بقدر ما اشتغل فيه على التأسيس النظري الذي من شأنه أن يدفَعَ الأمة العربية الإسلامية لقَومَةٍ من أجل استئناف عطائها وإشعاعها. وقد تشكل هذا المشورعُ وتَفرَّعَ وتَمَدَدَ على مدى عقود، إذ تأسست لبناته الأولى في زَمَنٍ حرجٍ عَرَفَ منافسة حادة يَطبَعُها البعد الإيديولوجي – أو الفكراني بتعبير طه – وأنواع مختلفة من الاستقطابات، فخاض غمار التحدي متجرداً، وبالعلم والفكر متوسلاَ، وعلى ربّه متوكلاً، ليؤسس مشروعاً فكرياً، امتد عبر عشرات المؤلفات والمقالات والمحاضرات، مشروعاً تميز بأسلوب صاحبه المتين الرصين الذي نَسَجَت سُداه آلياتُ المنطق، وشَكَّلَت بُنيانَه مفاهيمُ مُؤَثَّلة منحوتة، بلسان عربي متين. يستعصي إدراكها على القارئ المبتدئ لهذا المشورع، وهذه الخصيصة يُقرُّها صاحب هذا المشروع، إذ يصف مؤلفاته بأنها “كُلُّها ذات تقنية استدلالية ليست في متناول العموم، ولكنها تحل كثيراً من المشاكل التي يتعرض لها المسلمون”.
منطقة العملاء المتطابقة "المغرب"
تم إضافة “الإنقاذ الإلهي: تمارين روحية” إلى سلة مشترياتك. متابعة التسوق
مدخل إلى فكر طه عبد الرحمن
50.00د.م.
إن المنعطفات الكبرى التي تعيشها الأمم تجعل أهل الفكر والنخبة تنبري للإجابة عن الإشكالات التي تعترض استئناف الفعل الحضاري وتحقيق الشهود الكوني بما يثبت لكل أمة وجودها ويضمن مستقبل عطائها؛ لكن ليس كل الإنتاجات الفكرية والرؤى الفلسفية ترقى لأن تضطلع بتل…
حالة التوفر: 20 متوفر في المخزون
التصنيف: فكر وفلسفة
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.