على صورته

يحمل جيروم فيراري القارئ إلى أكثر من فخ كاشفًا عن ثراء معجمه الدلالى وهو يضع الصورة فى مواجهة الموت، والإنسان فى مواجهة الرعب، والحقيقة فى مواجه عيثية القتل المجاني.

كتاب على صورته هو الكتاب الثاني لـ جيروم فيراري الذي تصدره دار مسكيلياني بعد رواية حيث تركت روحي، ضمن روايات مترجمة متميزة.

نبذة عن رواية «على صورته» لـ جيروم فيراري

هذه الرواية ليست تحقيقا ميكانيكيا، يتخفى وراء السرد، حول فن التصوير الفوتغرافى وعلاقته بالحروب التى عرفتها الإنسانية، أو حول الطبيعة البشرية، وعلاقتها بالدين، أو حتى حول رهاب الموت وعلاقته بمصائر تتلاعب بها تلك الوحشية الكامنة فى الإنسان فحسب، وإنما هى مساءلة واعية، وإن بدت موغلة فى الوجع، لهشاشة تميز الطبيعة البشرية، تدفعها إلى توثيق الحروب والمجازر لكيلا يقال إنها أشاحت بعينها حين حل ركب الموت.

تضعنا الصورة أمام الأسئلة الأكثر إيلامًا “الزمن والموت وما بينهما من تفاصيل محددة للطبيعة البشرية المتأرجحة بين الهشاشة والوحشية.

اقتباسات من رواية «على صورته» لـ جيروم فيراري

• إن الناس لا يرغبون في مشاهدة تلك الفظاعات، وإذا شاهدوها، فإنهم يفضلون نسيانها. هذا لا يعني أنهم قساة أو أنانيون أو لامبالون. ليس هذا فحسب، على الأقل، ولكن سيكون من المستحيل بالنسبة إليهم أن يشاهدوا تلك الأشياء وهم يدركون أنه ليس في مقدورهم تغيير أي شيء.
• لم تهتم يوما بمعرفة ما إذا كانت تنتمي إلى عائلة أولئك الذين تركوا آثارهم فوق ورق الصور الصقيل أم لا، بل إن سر انجذابها نحوها يكمن تحديدا في الأثر نفسه، أي في طريقة التقاط الضوء المنعكس من الأجساد -تلك التي هرمت الآن أو تحولت إلى غبار..
• على المرء أن لا يهرب من مشهد الموت، وأن لا يسعى لتجميله.
• وجدت نفسها مضطرة لتكريس حياتها لأحد الصنفين، فالتصوير مهنتها، وهي مهنة لم تكن تتقن غيرها، ولهذا اختارت أن تستمر في اتخاذ صور ستختفي لا محالة، وقبلت الأمر، ليس كشخص يتحمل تبعات اختيار ما، وإنما كشخص أذعن أمام سلطة أمر واقع لا مجال لمناقشته.