“لِمَ عسانا نقرأ؟ إن لم يكن لنكشف عن الجمال بصورته البكر، أن نختبر الحياة ونُحلّق في رحابها، أو نغوص في أعماق مآسيها؟ هل بإمكان الكاتب أن يمنحنا هذه التجربة الشخصية بشكلٍ مُفعم بالمعاني، يسلب الألباب والقلوب؟ هل بإمكان الكاتب أن يُجدد فينا الأمل بالأشكال الأدبية؟ لِمَ نقرأ، إن لم يكن أملًا في أن يتناول الكاتب أيامنا ويمنحها المجد وصبغةً درامية تُلهمنا وتنوّرنا بالحكمة والشجاعة واحتمالية وجود مغزىً من هذا كله؟ أن يكبس على عقولنا بأعمق الأحجيات والأسرار لدرجة أن تتغلغل بسحرها وهيمنتها في أوصالنا؟ هل من شيءٍ أعظم من تلك القوة التي بين وقتٍ وآخر تستحوذ على حيواتنا وتكشفنا أمام أنفسنا مذهولين، لنُدرك بأننا مخلوقاتٌ مرتعدة مدهوشة في هذا العالم؟ لِمَ يُفاجئنا الموت على حين غرة، وكذا الحُب؟ كنا ومازلنا بحاجةٍ إلى صحوة.”
في هذا الكتاب الصغير الأشبه بالمذكرات الشخصية، تفتح الكاتبة الأمريكية الحائزة على جائزة البوليتزر آني ديلارد النافذة على تجربتها الشخصية مع الكتابة، عبر مجموعةٍ من التأملات الفلسفية حول صُنعة الكتابة، بأسلوبٍ أدبي عميق، وصريحٍ ونافذ، يعكس فلسفة ديلارد الإبداعية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.