بداية الفلسفة
هانز جورج غاداميردار الكتاب الجديد
100.00د.م.
في هذه المحاضرات عن بداية الفلسفة اليونانية يعيد هانز جورج غادامير-عرّاب الفلسفة الألمانية الذي ما يزال يهوي نحو قرار القرن الجديد-تأويل البداية، بداية الفلسفة اليونانية؛ وكيفية تشكيلها، وأهمية هذه البداية والفلسفة اليونانية بالنسبة لتاريخ الغرب المعاصر، فهذا هو الهدف الأساسي الذي يعلن عنه غادامير في مطلع هذه المحاضرات، فهو لا يستدعي لحظة الفكر اليونانية لمجرد طرح قراءة مختلفة، إنما هو يؤمن أن موضوعه بداية الفلسفة اليونانية تلامس مشكلات الثقافة الغربية الراهنة.
يستهل غادامير تأويله مرحلة ما قبل سقراط ببداية مختلفة. فعلى عكس ما درجت عليه التواريخ المدرسية والأكاديمية التي تتخذ من طاليس، أو هوميروس وهزيود قبله، بداية الفلسفة اليونانية والفلسفة بعامة، يقف غادامير في وسط التيار. فهو يطلّ على هذه المرحلة عبر أفلاطون وأرسطو، وهذان الفيلسوفان هما البوابتان اللتان تدفق عبرهما سيل المرحلة السابقة عليهما. إن أفلاطون وأرسطو كانا باعتبار معين مؤرخين رئيسيين لمرحلة ما قبل سقراط، فالمحاورات الأفلاطونية التي كان مؤلفها أفلاطون، وكان سقراط يمثل صوت الراوي فيها، وهي مسرحية لهذه المرحلة، ولكنها بكل تأكيد مسرحة تعبر عن رؤى وأفكار أفلاطون نفسه. وكذلك الحال بالنسبة لأرسطو، فهو وإن اختلف في شكل الكتابة عن أفلاطون وطريقة العرض والمجادلة، فإن وصفه وتشديده وإظهاره لهذا المفهوم أو ذاك إنما يعبّر عن موقف أرسطو وفلسفته. إذن لا يمكن المرور عبر هاتين البوابتين بأمان تام، فهذان الفيلسوفان صوّرا ونقلا أفكار السابقين عليهما بما يتوافق مع اهتماماتهما ومصالحهما الفكرية. إذن يبدو غادامير في تأويله هذا كما لو أنّه يريد تفتيت ذلك التطابق بين النصّ الفلسفي والزمن الاعتيادي، وهو تطابق رسّخه وثبته التناول السريع والتقليدي الذي يتخذ من التعاقب الزمني سبيله الوحيد للتاريخ.
يستهل غادامير تأويله مرحلة ما قبل سقراط ببداية مختلفة. فعلى عكس ما درجت عليه التواريخ المدرسية والأكاديمية التي تتخذ من طاليس، أو هوميروس وهزيود قبله، بداية الفلسفة اليونانية والفلسفة بعامة، يقف غادامير في وسط التيار. فهو يطلّ على هذه المرحلة عبر أفلاطون وأرسطو، وهذان الفيلسوفان هما البوابتان اللتان تدفق عبرهما سيل المرحلة السابقة عليهما. إن أفلاطون وأرسطو كانا باعتبار معين مؤرخين رئيسيين لمرحلة ما قبل سقراط، فالمحاورات الأفلاطونية التي كان مؤلفها أفلاطون، وكان سقراط يمثل صوت الراوي فيها، وهي مسرحية لهذه المرحلة، ولكنها بكل تأكيد مسرحة تعبر عن رؤى وأفكار أفلاطون نفسه. وكذلك الحال بالنسبة لأرسطو، فهو وإن اختلف في شكل الكتابة عن أفلاطون وطريقة العرض والمجادلة، فإن وصفه وتشديده وإظهاره لهذا المفهوم أو ذاك إنما يعبّر عن موقف أرسطو وفلسفته. إذن لا يمكن المرور عبر هاتين البوابتين بأمان تام، فهذان الفيلسوفان صوّرا ونقلا أفكار السابقين عليهما بما يتوافق مع اهتماماتهما ومصالحهما الفكرية. إذن يبدو غادامير في تأويله هذا كما لو أنّه يريد تفتيت ذلك التطابق بين النصّ الفلسفي والزمن الاعتيادي، وهو تطابق رسّخه وثبته التناول السريع والتقليدي الذي يتخذ من التعاقب الزمني سبيله الوحيد للتاريخ.
Additional information
الناشر | |
---|---|
المؤلف |
Reviews
There are no reviews yet.