مكتبة الفكر: كل ما تحلم به، بين يديك

المعطف

نيقولاي غوغول
منشورات الجمل

40.00د.م.

وبعد أن تفحص معطفه في منزله وجد أنه في موضعين أو ثلاثة – وراء وحوالي الكتفين لكي أكون دقيقاً – أصبح يعاني من التلف أو ظهرت تلف الأماكن من المعطف محترقة كالخيش ، فقد تآكل الجوخ لدرجة أنه أصبح شفافاً وتمزقت بطانته. وجدير بالذكر أن معطف أكاكي أكاكييفتش كان محط سخرية دائمة في المكتب، فقد سحبت منه صفة المعطف ولقب بـ “الرّوب / القبوط” إذ كان تصميمه أمراً يدعو للغرابة بالفعل، وغدت ياقته أقصر فأقصر مع مرور السنوات. ويعود السرّ في ذلك إلى أن أكاكي أكاكيفتش كان يستخدمها لترقيع أجزاء أخرى منه من فترة إلى أخرى ، فهذا العمل الترقيعي لا يتم عن أي احتراف في الصنعة، فقد جعل المعطف واسعاً فضفاضاً لا يسرّ الناظرين. وعندما اكتشف هذه الحقيقة المرة، قرر أن يصطحب معطفه ويتوجه به إلى بيتروفيتش، الخياط الذي كان يعيش في مكان ما في الطابق الثالث …… يقول بعض النقاد أنه يمكننا فهم هذه القصة من خلال عدسات الماركسية الجديدة، حيث أن الضحية الشخصية الرئيسية في القصة)، تقع فريسة ما يسمى بالبنية الفوقية، أي المؤسسات التي تشكل الأنسجة الإجتماعية والإقتصادية والثقافية لكل مجتمع بحسب الناقد الأدبي البريطاني “تيدي إيفلتون”، لذا يمكننا أن ننظر في هذه القصة إلى ما هو خارج على سياق النص، أي إلى روح العصر ومؤسساته والحقبة التاريخية التي عاش فيها الروائي نيكولاي غوغول، وصولاً إلى التحليل الديالكتيكي، حيث أن الإقطاع هو الأطروحة، والراسمالية النقيضة التي تصل إليها من خلال الإشتراكية بحسب ماركس. ففي تلك الفترة أصبح الفلاحون والسموقون من عامة الناس أبطالاً في أعمال غوغول و ديستوفيسكي وتولستوي … كما كان لبوشكلين تأثيره الكبير على غوغول، لا سيما من ناحية تواجهه مع الضعفاء ورفضه الإستبداد والطغيان وهكذا ولد أكاكي في مخيلة أكاكيفيتش في مخلة الروائي في أحد صالونات الشاي في بطرسبورغ حيث سمع القصة هناك مع جمع من المثقفين الذين ضحكوا ملء أشداقهم بعد فراغ القاص منها، لكن غوغول لم يفعل ذلك؛ بل على العكس فكّر في بؤس أكاكي وأراد تسليط الضوء على هذه الشخصية المسحوقة، فوضعها في قالب أدبي بالغ التأثير. ،وعليه، فالمعطف قصة مجازية قائمة على انتقاد الفساد والبيروقراطية والهرمية والإدارية المتصلة بروسيا القيصرية بالإضافة إلى تعبيرها عن رمزيات عديدة تفتح المجال لتأويلات مختلفة بحسب جهد القارىء، أنا بطلها (أكاكي أكاليفيتش) ، فهو رجل فكرة من العامة غير ذي شأن صغير الحجم متواضع خجول مهزوم مستسلم بأنس مسحوق يعمل ككاتب ويحب عمله، يواجه مشكلة ، فمعطفه لم يعد يقيه برد سانت بطرسبرغ القارص، لذلك يقرر أن يرقعه ولا يفلح في ذلك فيضطر إلى شراء معطف جديد يشكل نقطة تحول في حياته عامة، وعند عودته من الحفلة ال أقامها احتفالاً بمعطفه الجديد هاجمه شخصان وسرقا وتركاه مغشياً عليه على الثلج على قارعة الطريق ، لتتحطم أحلامه على صخرة البؤس، وتبوء محاولة استرجاع معطفه بالفشل بعد لجوئه إلى شخصيات نافذة، منها الجنرال الذي يغادر مكتبه مهزوماً يجر أذيال المبنية والفشل، ثم ليقع فريسة المرض الذي ينتهي بموته .. أما ما يجعل القصة مؤثرة جداً وذات مغزى، فهي أنها تعبر عن إنسانية أكاكي وتثير في القارىء مشاعر التعاطف والشفقة والرثاء.

نبذة الناشر: يعتبر نيكولاي فاسيليفتش غوغول أب الواقعية الروسية، لكنه دمج في قصة المعطف العناصر الواقعية والعناصر السريالية غير الواقعية الخارقة للعادة لا سيما في خاتمتها). وقد أثرت هذه القصة برمزياتها واستعاراتها ومتانة حبكها الكتاب الروسيين والغربيين الذين جاؤوا بعده، إذ تعتبر تحفة فنية تنتمي إلى الأدب الخالد الذي يصلح لكل زمان ومكان.

عادة يشحن خلال يومين أو ثلاث.

Additional information

المؤلف

الناشر

Reviews

There are no reviews yet.

Be the first to review “المعطف”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    سلة المشتريات