نسبة مئوية

في قصة آخر الغرقى الراوية تقول :
” كلهم يشعر بدنو فاجعته، كلهم نفض قلبه من الأمل، لن يعود أحد، المراكب طبعت، والبحر غدر بالبحارة وهذه شيمته الأزلية، وقبل أن ينتهي اليوم جاب المجنون بصوته في القرية:

_ لقد نجى الشاعر بشعره، لقد نجى الشعر بشاعره، لقد عاد الشاعر، لقد عاد.”

انتظارات سليمة الرمادية تسيل فينطبع شحوبها في قصة ” طريق طويل ” أنا فقدت قيمة ما لا أملك، وهذه نعمة، وأولئك فقدوا قيمة ما يملكون، وهذه مصيبة، أو ربما ما يملكونه كان حقا بلا قيمة، فوجود الشيء ومسماه لا يكفي لإثبات قيمته ولا جدواه”.

والقيمة ستكون طرف الخيط في قصة ” نسبة مئوية” حيث تقول سميرة :
_ هل كل ما نخفيه نخجل منه حقا؟
_ أريد جوابا لا سؤالا.
_ وهل ما نخفيه يرتبط بقيمته؟
_ جوابا يا دكتورة.
_ لماذا تخلق هذه المسافة الوهمية حين تقول “دكتورة” في حين أنني بمجرد حديثي سأكون قد تعريت أمامك من كل صفة، أكون مجرد حكايات وقصص ومشاعر تنتظر الحكم.
_ مهنتنا لا يوجد فيها أحكام.
_ بل يوجد، خارج إرادتك وبينك وبين نفسك يوجد، هل ستقنعني بأنك وصلت إلى التجرد التام من الأحكام؟ دعك مما تظهره لمرضاك.”
ومن قبعة الأحكام تخرج بطلة قصة جديلتان وتقول ” الوحدة رغيف أسمر سنتقاسمه أنا وهو، والأهم من هذا كله بأنني مهما طال الزمن سأتزوج شخصا ما، وسأعيش حياة ما، وسأنجب أطفالا ما، هكذا مثل الجميع، مخيفة عشوائية حياتنا، لكنه هو الواقع الذي لا بد ألا أنسلخ عنه، لا شيء مميز أنتظره، فالجميع يعيشون هكذا”.