سرمدان
الغول والعنقاء والخل الوفي
ببراعة أخاذة، توظف الكاتبة الأساطير الشرقية والصحراوية في هذه الفانتازيا التاريخية كشخوص في الرواية، حيث تجمعهم “سرمدان” البلاد الواقعة بين الوجود والعدم بقرار من “إرادة الخير” التي صنعتها كملاذ للأساطير حين عجزت عن حمايتها من محاولات إنكار وجودها المتتالية من قبل البشر.
في تلك البلاد “غير الموجودة” تعيش الخرافات الطيبة بسلام، بما في ذلك الحوريات، ساكنات المرايا، الأصنام، الحيوانات الناطقة بالحكمة، الجنّ بنوعيه الهادئ والماجن، النسانيس _وهي أنصاف بشرية_، وبعض الجمادات والكائنات التي صُنّفت أسطوريةً لأسباب لن تتكرر، كشجرة الأمنيات، والماعز الخضراء، وبالطبع المستحيلات الثلاث عند العرب: الغول والعنقاء والخلّ الوفيّ.
لكن البلاد الأسطورية لا تعني التعايش الأسطوري بالضرورة، لا سيما وان من يحكم البلاد هم مجموعة من البشر السابقين الذين وصلت حالة الجنون المطبق بهم إلى الانفصال عن الواقع، ونقلوا إلى سرمدان بعد أن تبين أن “غياب العقل اللازم لصناعة الخرافة يساوي غياب العقل اللازم للإصابة بالجنون”، أو على الأقل هذا ما يقوله عراف نجد، كبير بيت العرافة السرمداني.
“سرمدان” هي الرواية الأولى لجمانة مصطفي بعد خمس مجموعات شعرية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.